من غرائب الزمن

من طرف **بيشي** الأحد يونيو 08, 2008 12:14 am

من غرائب الزمن

جلاد الشيطان
من العدم
كتب وخط القدر ..
من البطون حتى رؤية النور ..
للممات

ذاتها
خلق الله لعباده ..
نفس المميزات .. نفس الصفات
لم نختلف أبدا ..
كل جزء من طرف ..
ذات الاسم
ذات الدلاله
ذات التركيبة
أبدا لم تختلف ..

لكن ..
اللون بيننا .. يختلف
الجنس بيننا .. يختلف
المكان بيننا .. يختلف
والمادة بيننا .. تختلف

وتأكد ..
أن الضمير .. بكل شيء يختلف
أعجز عن تمام كمال الوصف
لكن أختصر ..

قل .. وندر
وجودهم ..
لكن هذه صفاتهم :
على ..
الصدق وحب الخير
نشأت مبدأهم ..
فضيلة .. وكرامة .. والصدق ..و التسامح ..

مهما وقعت على قلوبهم
طعنات الغدر
أو غرست خناجر سم الحقد ..
أبدانهم
مهم تألم وأنتهك قلبه و نزف..
شيمهم ...
الصفح والعفو .. والغفران
هذا ما تعلموه من اجدادهم
هم الكرام أهل الكرام ..
فأين أجد من حمل صفاتهم ؟!

رحلة لدار .. وخيال عابث
وتصوير لبيت عار ..
واهم من اللاواقع

الرب ابداً لم يشر ..
أن كل من :
التاجر والقاضي وسعادة المدير.. و معالي الوزير ..
والرئيس .. ولن ننسى صاحب لقب نقاط
آخر اسمه راء ..
غيرهم من صفات على النسق لم أشر ..
وكل صاحب منزلة ومكان ..
من السادة وأهل الريادة
وأن ..
البقية خدم وعبيد..بالأقدام تداس
أنجاس ..

لنتجول .. بفناء الدار ..
لنرى ..
كيف هي الحياة ..

في تلك الدار .. العمار
كرامة الشرفاء الكرام .. تهان
خلف اسوار جحيم لا تهدأ
عذاب لا يتوقف
رائحة الاموات عبقها ينتشر ..
خلف القضبان
الدم يفيض يسيل يتبخر ... بين الاركان
وجلاد يزيد بقلب من حجر .. ليرضي الشيطان
ليرعب من حمل بين أضلاعه كرامة لإنسان ..
وضيع مهان ..

في تلك الدار .. دار الشقاء والبوار
لا مجال أن يأمل .. أو يحلم أحد لو بقليل من خير الكثير .. الوفير ..
فالأرض لهم .. والمال لهم .. والماء لهم .. والهواء لهم ..

ونسيت أن أكتب (( والجنة خلقها الله فقط لهم .. لوحدهم )) ..

لقد أستولوا على كل الحياة .. والبشر ..

مساعد الشيطان الصغير ..
يزين يعدل ويبدل .. ويفصل لهم كل أمر ..

والكثير من فئة الشياطين ..
تتخذ الدين ستار ..
وشعار

بالدين أمام الجموع .. يذكرون بطاعة من كان له الامر ..
وبالدين يعضون الناس .. من وسواس وخناس
وسوس لهم بحقوقهم وكرامة شرف هدر ..

مساعد الشيطان الصغير ..
يخطب فيهم ..و يذكرهم بمنة لا تقف كرم وتفضل الهمام .. مالك الدار (( بمالهم المغتصب )) .. ولولاه لما كان لهم ذكر .. وخبر ..

الجوع .. والفاقة
قال لهم الشيطان :
لا معنى للكرامة ..
و الرفاهية المهلكة ..
طعام لبن وتمر
لكم كافي وعن الحاجة يزيد
فلــ تنثوا على رب داركم .. فقد أمر لكم بالحصير ..والشعير ..
وفتات من خبز عفن .. يسير

بحرارة .. يصفق الحشد ..
بعنف
لزعيم ..
على كل شيء ..

يعتلي بكبرياء .. وتبختر ..
المنصة ليرفع اليد
ويلتهب حماسة الحشد
تحية .. لرب البيت .. السعيد
القدير ..

ومن حيث بعد
يتفرق .. الحشد

ليعيش .. كل منهم
رحلة .. لا تنتهي
من أوهام .. الأوهام ..

يعود .. من جديد
ليمارس النفاق ..
والكذب .. والغش .. والتزوير
لديه صبيه وبنات عشر ..
درهم من باطل يقتاته ..
ليطعم افواه الموت ..

لا تلوموه .. دعوه اتركوه ..

دعونا نرى . لدى علية القوم وكبارهم ..
في بيتهم .. ماذا لديهم !

(( القاضي ..

أرض كحيان العريان .
ولايملك من حطام الدنيا إلا الستر ..
قررت انا قاضي المرتشي شرهان ..
حكمت ظلما على كحيان العريان
بأن يخلي ارضه لأن التاجر خسران حكمت له بها
دون أن يدفع فلسا للفقير الغلبان ..
وأعترف .. لا وجل مني او خوف ..
أنني أستلمت رشوة من التجار الخسران ..
دفعها لضميري المسافر للشيطان ..
ولن تسلم الأرض لصاحبها الكحيان ولو جاء بصدق القسم .. والعهد ..
لأن الرشوة عندي لها مكان .. والتجارة لها أثمان ))

الدار ..
تتجول بين زواياها لتكتشف ..

أن
المدير .. له حظ ونصيب
له في النهب
باع وامد .. مديد
لكن المقسوم قليل القدر
سمح له بالضئيل
فهو من فئة الحرامي
الوضيع الحقير ..

وهنا لكل حرامي .. مقدارو مقام
وقدر وقيمة ..

بزاوية البيت .. نشاهد ..
العجب من حكايا
هذا الدار .

كان ..
الوزير .. الحرامي الدجال ..
نهبان الكبير المحتال
يسرق وينهب .. قوت لشعب ..
قوتهم يغتصبه بأبخس الأثمان ..
والأوزان ..
ليبيعه عليهم من جديد ..
بأعلى سعر
ويسمع .. ويرى .. صرخات الألم ..
تخضع جباههم بذل وإنكسار ..
طويل لا ينتهي .
يسألونه ..
الرفق بالأطفال .. والنساء
والصغار ..
يشكون للوزير . الحرامي نهبان ..
الحال والمآل ..
لأن الأسعار مثل النار ..

يترقبون .. يتأمل من فقد الأمل ..
أن يحمل قلب الوزير .. وعصابته .. ذره
عطف..

تحرك الوزير
بإزدراء معالي الوزير .. ينظر ..
ثم قال :

((
لصدق منكم بعيد .. والكذب لكم مذهب ..

تدعون الحاجة وأنتم أغنياء ..

تظهرون الفاقة وتخفون النعيم ..

مثلكم لم أجد .. من الشعوب أحد ..
لبيتكم غيركم يتمنى بحسد وكمد ..
لأ معيشتكم وملبسكم هناء ورغد ..
ولكن مع الأسف ..
مع سعادة العيش والثراء ..
الواضح من أجسادكم وألبستكم.. ومظهركم
تعيشون على السؤال ومد اليد ..
ومهما بلغ المال لديكم فأن ديدنكم الوقاحة والتعدي على أموال غيركم ..

لكن أليكم مني قرار ..

ليس منه تعديل أو فرار ..

الأسعار ستبقى وترتفع للمزيد .. ولن نحيد ..

مهما حصل من جديد ..

فقر وعذاب الجوع .. ومنكم أباد
يا شعب التعب والكد المعدم ..
لــ يفنى كل من يسكن هذا الدار
في سبيل جمع الدينار .. لأن لعابي له سال انهار ..
ومهما حصدكم الجوع ارواحكم مرارا وتكرار .. لن أتوقف عن طلب المزيد ...
وأقول لدنيا هل من فقراء جدد على موتهم أستفيد

ومن لم يستطع أن يدفع ثمن العيش والرغيف فلــ يأكل من التراب ما
يشاء ))

في زاوية كبيرة .. زاوية ليس لها حد ..

من الوهلة الأولى .. تعلم أنها تخص اللص .

وهو ليس كا غيره من اللصوص ..
بل كبيرهم .. سيدهم ..

له حكاية ..

(( اللص الكبير ..

يسطو لأنه فوق فوق كل كبيرلأنه أكبر من بأسمه كبر ..

لا سلطة إلا سلطته .. لا وجود إلا وجوده ..
وشرير
النهب .. والسلب يجري بدمه ..
ومكير
القسمة الأكبر .. لوحده لا شريك له أحد ..
لا حساب من البشر .. ينتظر
جشع .. طماع ..
على أهل بيته فرض الجزية ..
لينهب ما بقي لديهم
من لبس .. ولحمة

.. ))

في البيت .. العظيم

(( زنادقة وملاحدة ..

يمجدون .. يقربون

افكارهم .. وآراء هم..
تنتقص من الدين للعلن تنشر ..

لديهم الحصانة .. وحرية ما يعتقدون بضمان أكيد ..

والويل كل الويل .. بعظائم الأمور ..

والتهديد الشديد ..
لكل ضال منحرف زنيم ..
أرهابيا كافرا حاول أن يصحح افكار زنديق لعين
بكلمة طيبة
لأن الجزاء .. سجن وتعذيب
وحرق من الرأس حتى القدم
ذنبه أنه مناصح شريف ..
عفيف .. نطق الحق
عجبي !
الشرفاء .. يعدمون

واللصوص والحرامية والزنادقة يكرمون

عجبي على زمني ! ))

من غرائب الزمن ..

ويستمر ..